الجمعة، 8 مارس 2013

يحدث فى مكاتب تحفيظ القرآن..

إِنَ هَذا القُرآنَ يَهْدي لِلَتي هِي أَقوَمُ ويُبَشِرَ المُؤمِنينْ

كانت الآيه الكريمه هى أول ما جال بخاطرى و أنا أكتب هذا الموضوع..فلو إعتبرنا أن الآيه تعبر عن هدق القرآن فإن ما سيلى من أحداث حقيقه أقصها عليكم لا يعبر بالمره عن هذا الهدف و يبرر لى أن أكتب فيه اليوم.

كانت البدايه فى الخميس الماضى حين توجهت لقريتى فى زياره لقبر أبى و للعائله كذلك..عدة أمور متتاليه رصدتها أذكرها بالترتيب:
-1-كل أطفال العائله يذهبون (للمكتب) و هو المعروف باسم الكتاب و فيه يتم تحفيظ القرآن لهم من سن 5 الى 15
-2-بعض الأطفال فى سن ال6 حفظوا نصف القرآن عن ظهر قلب.
-3-المقابل المادى 20 جنيه للطالب الواحد شهرياً.
-4-العنف القاسى هو سبيل التعليم و بعض الأطفال يهم كدمات زرقاء حيث يتم دورياً ضربها و (مدهم) أمام زملائهم.

*بدأت المسأله تلفت إنتباهى و إندسست وسط الأطفال بالعائله لأحدثهم و خرجت بقصص منهم أكدها كل الآباء فى فخر:
*1*روى أحد الآباء أن طفلاً فى ال11 من عمره قال لزميله فى ال9 من عمره أنه يحب زميلته فلانه فرد صديقه ذو ال9 أعوام أنه كذلك يحب أخرى..سمعت إحدى الفتيات هذا الحديث فأخبرت الشيخ الذى أحضرهما..قال الشيخ لن أضربكم لو قلتم الصدق فأقر الأول و أنكر الثانى فما كان من الشيخ إلا أن دفع بهما للجدار و إنهال ضرباً عليهما بالعصا حتى إزرق جسديهما..
لم يغضب الآباء بل فرحوا (بالتأديب) و لم يستغربوا أن هذا الشيخ الكذاب وعد بعدم العقاب لو تم الصدق ثم اقب كلاهما بإسلوب بشع..لم يهتما أن الفتيان لن يصدقا بعد اليوم إذ تأكد لهما أن الكذب كالصدق كلاهما متساويان و أن الشيخ نفسه كذاب.

*2*طفله تذهب سنوياً لمرسى مطروح (تبلغ ال 7 سنوات )قالت أن الشئ الوحيد الذى (يقرفها) هو أن صاحبة المنزل الذى يستأجرون إحدى شققه تستضيفهم يومياً عنها ليقضوا وقتاً فى ضيافتها بينما هى (بتقرف منها ) إذ أنها مسيحيه!!!!!
إندهشت لأنه ليس بالقريه مسيحى واحد و حتماً لم يحدث شجار طفولى بينها و بين طفله مسيحيه مما قد يدفعها لقول هذا..و سريعاً علمت أن السبب هو شيخ المكتب الذى يعلمهم أن المسيحيين كفار و غير طاهرين و فى النار.

*3*تحدثت الى طفل فى ال 6 من عمره حفظ نصف القرآن و طلبت من أن يقرأ لى بعض الآيات البسيطه..و غنى عن القول أنه بالمره لم يستطع تفسير آيه واحده أو حتى يشرح معناها أو يفهم مفرداتها أو أى شئ بخلاف حفظه..بوضوح هو يحفظ بلا فهم أو تفكير أو إستيعاب نظراً لسنه..
سألت الأب فقال أن الطفل لا بد أن يحفظ فقط ثم حين يصل ل ال( 13) من عمره (يحفظ) الشرح و بعض التفسير .


*4*طفل فى ال12 من عمره كان مهموماً فسألته عن السبب فقال أن المكتب لا يغلق لا صيفاً و لا شتاءً و بالتالى فهو لا يحظى بأى أجازه بالمره..و فى الدراسه لا بد له من قضاء 12 ساعه بين المدرسه و المكتب و الدروس الخاصه كغيره من أبناء القريه ثم يعود لأداء الواجبات..
تحدثت الى أبيه فقال أن هذا أفضل حتى لا ينشغل بشئ سئ و فى ستين داهيه الأجازه .


*5* وجدت طفل يبكى و يصرخ (فى ال6 من عمره )و يلقى بنفسه على الأرض بينما أهله مصرين على ذهابه للمكتب..
سألت الطفل عن السبب فوجدت أنه يتعرض للضرب يومياً بسبب عدم قدرته على الحفظ من الشيخ و زملاؤه يسخرون منه كذلك لذا فهو يُجبر على الذهاب .


هل السلفيه هى السبب فى إستحضار نظام تدريسى منقرض؟؟
هل السبب هو إنهيار الأخلاق فيتجه الآباء لهذا لحماية النشء؟؟
هل التبرك بالقرآن حتى لو تم تلقينه صماً بلا فهم هو السبب؟؟
هل كثرة الأبناء هى السبب؟؟

فى العام 1926 أصر (مصطفى كمال أتاتورك ) على الغاء التعليم الدينى و عقاب من يدرس الدين بل و بمرور الوقت الغاه نهائياً واضعاً مناهج العلوم الحديثه و التعليم الحديث بديلاً عن التعليم الدينى..لاحظت أنه أول شئ قام به فى إطار إصلاحات تثير الجدل قام بها..لما بحثت عن السبب وجدت كارثه..لقد كان ( أتاتورك ) حافظاً للقرآن من سن ال6 سنوات إبان دراسته فى ( كُتاب ) دينى بسالونيك..تعرض للضرب و الإهانه من الشيخ على الرغم من حفظه للقرآن و تعرض لأسوأ أنواع التخلف فى التدريس ما شكل إصراراً له و كراهيه و دافع آخر لسحق التعليم الدينى تماماً..
لقد كان نموذجاً للطفل الذى كره الدين بسبب تدريسه منذ الصغر بالعنف و القسوه البالغه..
مثل ( أتاتورك ) مثل كل الأطفال فى تلك الأماكن ممن يتلقون القرآن بطريقة التلقين و القسوه..

نهايةً:
——

لى أسئله عده:
-1-هل يتحقق الغرض من الآيه حين يتلقن الطفل القرآن و لا يعى معنى الكلمات بالمره؟؟
-2-هل العنف و اقسوه هى طريقة تعليم الطفل دينه؟؟
-3-هل نضمن اليوم وسط كراهية الطفل الغريزيه للمكاتب هذه ألا تنتقل الكراهيه للدين نفسه؟؟
-4-كيف توجد أماكن تعليميه بدون إشراف وزارة التربيه و التعليم عليها؟؟
-5-من يضمن ألا يتم صناعة المتطرف منذ الصغر فى هذه المدارس العشوائيه التى لا رقابه عليها؟؟
-6-هل تحفيظ القرآن مبرر للآباء حتى يصمتوا على حقارة إسلوب التدريس؟؟

*أرجو أن تكون الفكره وصلت*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق