لا يعلم الكثيرين عن وجود تنظيم يسمى تنظيم الاخوان بالجزيرة العربية متحالفين مع بن سعود بين العامين 1927/1910 و تعد نقاط التشابه الفكري و السياسي شبه متطابقة مع الاخوان المصريين التابعين لحسن البنا لذا وجب هذا التوضيح البسيط عنهم و عن ملامح اشتراكهم مع الاخوان في كثير من الصفات و التحالفات و كذلك لتأثر بمعطيات سياسية محددة.
تاريخ الإخوان العسكري و السياسي بالجزيرة مع آل سعود:
بدأً من العام 1910 و حتى الاعلان الرسمي عنها تشكلت قوات مسلحة من ميليشيات قبائل الجزيرة العربية المؤيد لبن سعود العائلة الصاعدة للقوة بالجزيرة و ذات التاريخ السياسي و العسكري العنيف ، كانت القوات برئاسة سلطان العتيبي المشارك مع رفيقه فيصل الدويش تتحالف مع بن سعود في كل مساعيه السياسية و العسكرية لتبدأ حربها الطويلة ضد الأتراك العثمانيين و القبائل المعادية بالجزيرة لتتمهل مع بداية الحرب العالمية الأولى ثم تنطلق في حروب دموية ضد بقايا قوات الشريف حسين المنهكة من معارك الحرب العالمية الأولى ضد الأتراك بالتحالف مع بريطانيا لتنتصر قوات الإخوان الموالية لبن سعود و تحوز تمويله و قوته كجيش خاص بحركته و كانت أبرز ملامح القوة في 8 يناير 1962  مع تأسيس مملكة نجد و الحجاز و ملحقاتها (تدرجت التسميات منذ 1925) لتبدأ مرحلة الخلاف بين الملك بن سعود و بين الإخوان المسلمين حيث رغبوا في استكمال القتال بكامل الجزيرة بينما أراد عبد العزيز بن سعود انشاء الدولة الكبيرة و الاهتمام بشأنها الداخلي لتبدأ سلسلة من المعارك بين الاخوان و قوات المملكة الاخرى لتنتهي بهزيمة الاخوان الكاسحة بمعركة سبلا 30 مارس 1929  و انضمام بقاياهم للحرس الملكي الوطني  بينما تم قتل  سلطان عام 1931 من رجال عبد العزيز بن سعود وتوفي فيصل بالعام من جراء مرض قلبي.
بالتالي كانت ميليشيات الاخوان كالتي:
-1- جماعة مسلحة ميليشياوية من قبائل مختلفة أيدت عبد العزيز بن سعود سياسياً.
-2-مثل الفكر السلفي المتشدد جداً الداعي للوهابية الصرفة الفكر المسيطر على الجماعة.
-3- كان التكفير وسيلة التعامل مع الاخر الديني و السياسي حتى مع حلفاء الأمس.
-4-لم تنتهي الجماعة بهزيمتها بل بقيت عناصرها في الجهاز العسكري السعودي.
..
الإخوان..و الإخوان:
من طرائف الأمور أن كلمة الإخوان لا يهتم أحد بدراسة أصلها و سر اختيارها تحديداً من حسن البنا وقت تأسيس الجماعة (1928/1926) حيث من الأهمية أن ندرك تأثير ثلاثة أشياء على البنا لنصل لتسمية الاخوان:
-1-الفكر السلفي الرافض للحداثة .
-2-التمويل متعدد المصادر من الجزيرة و (حلفاء الجزيرة) بالخارج الغربي.
-3-الغاء كمال أتاتورك الخلافة و بدء مساعي لتشكيل خلافة بديلة.

*كان الفكر الخاص الذي جمع بمقتضاه حسن البنا أفراد جماعته من مختلف الطوائف و الاتجاهات يعتمد على السلفية البدوية المتخوفة من الغرب الداعية للعودة لمبادئ قديمة تنتمي لأكثر من ألف عام سادت الخلافة الأموية و العباسية في تصور سطحي حول كون تلك المبادئ هي نفسها الدين بتطبيقاته المفترضة سياسياً و اقتصادياً و بالتالي كانت هذه النقطة عامل تجميع فكرياً بين حسن البنا و هو يشكل جماعته و بين الاخوان المسلمين المتحالفين مع آل سعود بالجزيرة حيث تتطابق الأفكار تماماً.

*اعتمد الاخوان على مصادر تمويل أساسها مساهمات الإخوة بالجماعة و الدعم المالي من الجزيرة و بطبيعة الحال كانت جماعة الاخوان الجناح العسكري لبن سعود المعتمدة على تمويل نظامه مرتبطة بالجماعة الجديدة المنفصلة عن نفوذ بن سعود لكن تتشارك معها أيضاً في الدعم المالي فكانت عملية التأثير حتمية و من جانب آخر كانت الصداقة الانجليزية / السعودية (لم تكن تسمى وقتها المملكة العربية السعودية) ألقت بظلالها على الجماعة بالقاهرة فهي جماعة تجذب المشاعر الدينية و الخوف من المجهول الغربي و يمكن ضربها بسهولة بالجماعة الليبرالية التي تكون في حالة الندية مع الانجليز فكان الدعم الانجليزي لبن سعودالمنعكس على اخوان الجزيرة يقابله بالتالي دعم لإخوان القاهرة.

*في 3 مارس 1924 ألغى مصطفى كمال رئيس الجمهورية التركية الخلافة العثمانية في حل لمشكلات داخلية و خارجية كبيرة و كوسيلة لتعميم مبادئ الدولة المدنية الحديثة و بناء دولة تركية عصرية و كان لهذا أثر عظيم على كل (الاسلاميين) من علماء دين و سياسيين ارتبطوا بالدولة و الخلافة العثمانيتين لكن تأثير الأمر على اخوان الجزيرة مختلف فهم بصورة تلقائية أعداء للأتراك لكن الخلافة فكرياً هامة جداً بالنسبة لهم و جزء ديني أساسي و بالتالي كانت فكرة الخلافة البديلة حاضرة و تم ترشيح بن سعود (الغير متحمس) لها مع الملك فؤاد و الشريف حسين و بالترافق كان حسن البنا يؤسس قناة جديدة اسلامية تحمل الاسم و الفكر و لها مصادر التمويل الموحدة بعد هدوء عاصفة تأسيس الخلافة ليصنع عاصفة جديدة لاحقاً بالثلاثينيات فالاخوان بنجد تأثروا فكرياً و من اهم أسباب تأسيس الجماعة بمصر اعادة الخلافة الاسلامية و هو ما نجده في أدبيات الجماعة لليوم .
كانت تلك هي ملامح التوحد بين الجماعتين من جذور فكرية ووحدة مصادر تمويل و مشكلة إسلامية سياسية كبرى هي اسقاط الخلافة مثلت مشروع يتوحد حوله الكل فكان مسمى الإخوان متطابق لتلك الأسباب التي كانت حاضرة في ذهن البنا.
..
تساؤلات:
هل هي مصادفة أن تسمى الجماعة المشتركة في التمويل و الفكر و الأداء و التحالفات و البرنامج في نفس الاسم؟
هل هي مصادفة أن تكون الجماعة تؤدي سياسياً نفس أداء الدولة السعودية السياسية بالحرف؟
هل هي مصادفة ان تكون القواعد الأساسية لهجرة الإخوان من مصر هرباً من ناصر بالخمسينيات الى السعودية؟
هل هي مصادفة أن تعد بريطانيا ملف واحد للعمل السياسي الديني يضم الاخوان و المملكة الوهابية؟
..
نهايةً:
الفكر السلفي الوهابي المتشدد هو الاساس بين الاخوان و الوهابية السياسية و الدينية و مبادئ الخلافة و رفض الاخر و الدولة المدنية هي قواعد الرؤية العملية و استدعاء الماضي المنتهي و بعثه بتغييرات شكلية هو العمل السياسي و الاقتصاد المتشرك ، الإخوان في الجانبين واحد فكرياً و سياسياً و بالتالي تلك الجذور و الحديث عن الاخوان السعوديين الذين سبقوا الاخوان المصريين شئ هام.
تحياتي لكم.
..
تحديث:
في 11 مارس 2011 كتبت هذا المقال و تحدثت تخميناً ان الاخوان سموا بهذا تيمنا بإخوان نجد..
في أغسطس 2012 خرج كتاب سر المعبد لثروت الخرباوي مؤكداً هذا الاستنتاج|..