كنت و لا أزال مصراً على أن التيار المعروف بالإسلامي هو أكبر مزور للتاريخ القديم و الأحداث الجارية بشكل يجعله يلقي الأكاذيب على الأتباع المنومون بإرادتهم الحرة ثم يقوموا بنشرها بين الناس لتتكون حقائق هي اكاذيب ثم تتحول لمجلدات ضخمة مطبوعة تصير مراجع يشهرها الإسلامي النائم في فخر بينما هو جاهل يستشهد بكذبة مطبوعة في مجلد ، من النماذج المحزنة حقاً هو نموذج الاقتصاد فمع ظهور اختراع أبي الاعلى المودودي المسمى بالاقتصاد الاسلامي بدأت حملات تكفير للبنوك و مرتاديها و ترافقت مع شركات توظيف الاموال التي أيدها شيوخنا الغزالي و الشعراوي و القرضاوي باعتبارها اقتصاد اسلامي و حين اتضح انهم لصوص عادت نفس الوجوة بجبروت بالغ تقول انها لم تكن اقتصاد اسلامي و انهم لم يؤيدوها؟؟؟!!
عموماً اليوم تتكرر مأساة يروجها المنومون بالأمس الذين هم أنفسهم شيوخ اليوم الكبار بالحديث عن النهضة الاقتصادية التركية بالحكومة الاسلامية (حسب وصفهم لها مع كونها غير اسلامية بالمرة) و اليكم الأمر:
مع الأزمة الاقتصادية العالمية الاخيرة إنبرى الرجعيون و شيوخهم المنتمين للصحراء و أتباعهم المهللين لأي شئ يقوله الشيوخ النصيين المنتمين للقرن العاشر إنبروا يشمتون في ازمة إقتصادية طبيعية تمر بها كل البلاد بالعالم و أخذوا يكررون ان الليبرالية الاقتصادية خراب و فشل و أن الأفكار الرأسمالية فاشلة و الاقتصاد الاسلامي هو الحل الخ الخ الخ ، ثم أخذوا يشيدون من وقتها لليوم  -متأثرين بقناة الجزيرة- يشيدون بالوضع الاقتصادي التركي في عهد حكومة العدالة و التنمية معتبرينه نصر اسلامي ، و لما كان الامر طريف و يؤكد جهلهم و جهل شيوخهم و سطحيتهم البالغة بل و انهم لا يبحثون بل يسمعون ثم يهللون كرعاع الأزقة في روايات الحرافيش فقد رأيت طرح الأمر عليكم لنرى حجم التناقض المهين للعقل في أقوال هؤلاء.
أولاً لنقدم توضيح لوضع تركيا الاقتصادي عام /2011 -2010:
-1- الصادرات 113,93 مليار دولار و الواردات 185,49 مليار دولار بعجز أكثر من 72 مليار دولار بالميزان التجاري.
-2- الدين العام  :

2002 سنة وصول اردوغان للحكم = 18 مليار دولار و الباقي موضح بالجدول علماً بأنها ليست كل الديون.
-3- إنخفاض ديون البنك الدولي من 22 إلى5,5 مليار دولار بين 2003 الى 2011 مع العلم بإستمرار سياسة القروض قصيرة الاجل و المتوسطةخارج نطاق هذا الرقم.
-4- خفض نسبة الفقر (حسب تعريف البنك الدولي للفقر و الذي تعد بيانات المحدد الوحيد لسياسات حكومة إردوغان) من 28% الى 18% بين 2003 الى 2010.
-5- الإيرادات 145 مليار دولار و المصروفات 180 مليار دولار بواقع عجز في الميزانية قدره 35 مليار دولار أو 175 مليار جنية مصري.
-6- البطالة وصلت الى 14% من السكان بزيادة مستمرة من 2003 الى اليوم حيث كانت وقتها 10% فقط.
* النمو في تركيا 2012 يصل الى 2% الى 3% مع هبوط تركيا لرقم 28 عالمياً و ارتفاع التضخم بنسب غير محددة الى الان حسب البنك الدولي.
*بعد هذا التقديم للعناصر النهائية لإقتصاد تركيا بعيداً عن تهليل الاستثمارات الكبرى (سيرد ذكر الامر الان) و غيرها و توضيح الناتج النهائي انقل اليكم المشكلة مع التيار الرجعي الشهير بإسم التيار الإسلامي:
التيار الرجعي يقول أن الليبرالية الاقتصاية الرأسمالية فشلت و انتهت و لم تعد واقعية و يحيون النجاح الاقتصادي الرقمي لحكومة إردوغان بينما حكومة إردوغان منذ أن جاءت تنتهج الليبرالية الإقتصادية بحذفيراها و تقترض من صندوق النقد الدولي ملتزمةً بأجندة محددة تم وضعها لتركياعبر التالي:
*تحسين قواعد العمل المصرفي للسماح بإنشاء بنوك جديدة تركية و أجنبية (ربوية عندهم) بنظام إقتصادي عالمي معروف.
*الخصخصة الكاملة (بتاعة جمال مبارك لكن بدون فساد كبير) لكل القطاع العام و دعم شراء الشركات الجنبية لتلك المؤسسات (الاستثمار الاجنبي اللي اتكلمنا عنه) بحيث يمتلك الاجانب مؤسسات عملاقة حكومية او يشاركون فيها مثل شركات ترك تيليكوم و شركات البترول الوطنية و شركة الطيران الوطنية و الحديد!!!.
*رفع يد السيطرة الحكومية من أسواق الطاقة و الصناعات الرئيسية و التي كانت تهدف لمنع الاحتكار أي تحرير الاسواق بحيث تصير رأسمالية صرفة ليبرالية النهج100%.
*رفع يد الدولة عن الدعم الزراعي عبر تخفيف المعونات التاريخية للفلاح التركي و التي أقرها كمال اتاتورك و ترك الفلاح لإقتصاد السوق بعيداً عن الحماية الحكومية مع فتح باب الاستثمار الزراعي للشكرات الجنبية !!.
* باتت معلومة أن تركيا من اكبر البلاد الجاذبة للإستثمارات في حاجة لإضافة و هي أن تلك الاستثمارات عبارة عن إستثمارات مباشرة أي رؤوس أموال أتت لتركيا لشراء مؤسسات تتم خصخصتها ، بمعنى آخر برنامج الخصخصة اجتذب أكثر من 21 مليار دولار لشراء مؤسسات حسب برنامج الخصخصة مما جعل تركيا من أكبر البلاد الجاذبة للإستثمارات.
*.. السؤال هو لماذا تهاجون الليبرالية الإقتصادية في جانب و تؤيدون نجاحها في جانب؟؟ .. مصيبة لو كالمعتاد لا يعرفون أن إردوغان ليبرالي 100% إقتصادياً و يتبع النظام البنكي العالمي (الربوي عندهم) و يشجعه و يرسخه و يقترض من صندوق النقد الدولي و يسير حسب خطته تماماً!!
إن المشكلة الحقيقية ان التيار الرجعي يسب الاقتصاد الليبرالي الرأسمالي حين يكون الحديث عنه مباشرة أما لو كان الحديث عن تركيا ففوراص يتحول الامر لمديح!!
إما ان تقولوا أن المشكلة ليست في الليبرالية الاقتصادية أو الاشتراكية أو الدولنة أو أي نظام إقتصادي لكنها في السياسات أو ان تفسروا كيف النظام فاشل و ناجح في نفس الوقت؟؟؟!!
يا سادة لقد أتحفتمونا بجهلكم و سطحيتكم و آن الأوان لأقولها:
إقرأوا قبل أن تتكلموا و ابحثوا قبل أن تُنظِروا..أو اصمتوا و هذا خير لكم.
..
مصادر مهمة:
تاريخ ديون تركيا الخارجية في عهد اردوغان.
الديون التركية فوائد سنوية و ديون بالثانية.
ديون تركيا زادت 120 مليار دولار من 2005 الى 2011 و هو مساوي لمجموع ديونهم من 1923 الى 2002.
تقرير عن تفاقم الديون التركية.
التضخم في تركيا.
الخصخصة في تركيا 1.
الخصخصة في تركيا 2.
الخصخصة في تركيا 3.
الخصخصة في تركيا 4.
تركيا ليست 16 على مستوى الاقتصاديات القوية بل على معدل النمو فقط و هو لا يعني بالمرة قوة الاقتصاد.
مصدر آخر لمسألة رقم 16.
العجز المالي بالربع الاول فقط من 2012 = 5.5 مليار ليرة.
العوائد من الخصخصة لسد العجز و الاحتياجات التركية.
عجز المعاملات التركية الجارية 2012 = 65 مليار.