الجمعة، 8 مارس 2013

علياء..

 

هذا المقال نشر في 11 نوفمبر 2011 و أعيد نشره بتعديلات  بتاريخ 21 ديسمبر 2012..

علياء المهدي تحتج عارية في ستوكهولم على الدين و الاسلمة..
http://www.youtube.com/watch?v=fqw1oB4ucsQ
ملحوظة..
هذا المقال اكتبه على إفتراض كون علياء المهدي مسئولة عن تصرفاتها و كونها طبيعية و سوية و تتخذ قراراتها بإرادتها الحرة بناء على قناعاتها الخاصة بغض النظر عن الاختلاف أما إذا كانت تعاني من حالة مرضية او غير طبيعية فإن الأمر يختلف و قد إحتج بعض من عرفوها شخصيا لدي مؤكدين عدم سويتها و انكر البعض الاخر و منهم صديقها لذا لزم التنوية..
هذا رأيي الواضح سواءأعجبكم و أعجبكن أو ضايقكم و ضايقكن على ردود الفعل الخاصة بنشر المدونة علياء عدة صور عارية تخصها في 2011 ثم التظاهر عارية بالسويد 2012 و آخرين إعتبرتها رسالة لطلب تحرير الانسان في هذا العصر و رسالة للتحرر الجسدي و الابتعاد عن الموروث و التابو المقدس المجتمعي ، كانت حسرتي أن كل التعليقات شملت بشكل أو بآخر رسالة بأن الاسلام السياسي هو أفضل وسيلة لقمع كل تصرف لا يروق لهم و أن علياء مجنونة أو مريضة نفسياً أو لديها مشكلات عائلية و الأكثر سخفاً سلوك بعض المعلقات الاستظراف عبر الحديث عن ملامح جسد علياء بكونها ملامح غير جميلة لا تستحق النشر!!
من المنطقي في مجتمعنا حالة التعود في كل شئ فكل ما يحدث يكون صدمة ثم يتم تقبله و الاعتراض عليه فكما أتى الحجاب ثم النقاب و في الوسط الخمار و الاسدال ثم باتوا الزي الرسمي لمن تريد أن تُعتبر أنثى محترمة أتت أيضاً أفكار أخرى كالديموقراطية و حريات الانسان التي لليوم لم تنتقل لمرحلة التقبل و مازلنا نحتار هل الديموقراطية حلال شرعاً أم أنها محرمة لأن فيها تفريق؟؟ .. وسط هذا و ذاك لم تكن حرية الانسان بقناعاته قادرة على الانتشار و باتت إلى اليوم حالة فكرية يُنظر اليها بالغربية الغير لائقة فنحن لا بد أن نكون كالأحزاب الشيوعية الحاكم التي تجعل كل الفئات صفوف منظمة لها ملامح واحدة و صيحة واحدة و ملبس واحد أما التنوع فهو محظور و العقل الجماعي يتم تحويله لحزمة حطب تتعرض للبتر حتى تصير كتلة واحدة ذات شكل واحد ليرضى العقل المفرد بها.
دعوني هنا أتناول مسألة علياء من جوانب ثلاثة:
-1- هل علياء آذت الآخرين؟
-2- هل علياء بدأت شئ جديد؟
-3- هل علياء تستحق عقاب؟
*لم تؤذي علياء أحد فهي نشرت صورها العارية على مدونتها الخاصة و ليست في مكان عام عام 2011 و تظاهرت عارية ببلد (السويد) يقر هذا النوع من التظاهر و لا يعاقب عليه، كانت المدونة تحمل تحذير للدخول بأن بالمدونة وسائل للبالغين تخص +18 فقط و بالتالي لن تدخل حتى تختار خانة موافق و إستمر ب 2011 اما 2012 فالسويد تسمح و تقر و الشعب يتقبل ، لذا فعلياء لم تتجاوز حدود مملكتها الخاصة على الانترنت و قدمت خدمة التحذير المسبق و بهذا لم تتعرض لحريات و حقوق أحد آخر و لم تؤذِ أحد فمن يدخل المدونة حر في قراره و سبق توضيح المحتوى له و في 2012 تظاهرت في بلد يقر هذا النمط.
*لم تبدأ علياء شئ جديد فالتعري إحتجاجا أسلوب قديم قدم الانسان فلدينا أوراق تعود لعصور الاشوريين تتحدث عن تعري الفلاحين إحتجاجاً ثم العصر القبطي و عصور محمد علي و الى اليوم في كل مكان بالعالم بل إن العالم ينظم إتفالات سنوية للتعري كرسالة أو إحتجاجاً أو إحتفالاً ، إن علياء لم تقم بشئ جديد بل شئ غريب عن المجتمع المصري و في هذا كانت حريصة على أن يتم في إطار مدونتها ذات التحذير المسبق.
*لا تستحق علياء عقاب فهي لم تقم بشئ غير معترف به من عالم القرن ال 21 و لم تقم بشئ يخدش حرية الآخرين فالأمر خاص بمدونتها أو ببلد يقر التظاهر العاري و لم تقم بشئ عام في الطريق لنحاسبها بمصر مثلاً و لم تقم بشئ بغرض شرير أو مخالف ، إن علياء مثلها مثل مئات الآلاف عبر العالم المنتمي للقرن ال 21 لم تقم بشئ إلا لنقل رسالة و إحتجاج و إني لأندهش ممن يترك المتعرون نفاقاً لأسباب الشر و يلتصق بالمتعرين جسداً لرسالة انسانية حضارية.
..

على من يحتج بأن الحجاب هنا و تقييد المرأة و حركتها هو الحل أن يذهب لمواقع الجنس الكثيفة الانتشار و يرى كيف بات هناك قسم كثيف الوجود يسمى سكس المحجبات و المنقبات ملئ بفيديوز لمحجبات و منتقبات يمارسن الجنس في الخفاء ثم يعدن للبيت و الاب يفتل شاربه فخراً دون أن يدري ، على من يردد أن هذه هي العلمانية و الليبرالية أن يشرح لنا مهازل الرق في عصورة المنيرة حسب وصفه و كيف كانت المرأة تتعرى من نخاسها ليتم شراءها من سيدها حلالاً بلالاً و الكل راضِ حتى ألغى الغرب الرق و قاومناه نحن ، على من يحتج بأن هذا فساد أن يجيبني كيف هذا فساد و هي صريحة و أنتم..نعم أنتم أكثر منها لكن في الخفاء.
*هل القانون يعاقب علياء؟
علياء لم تتعرى في مصر فلا يمكن عقابها لأن القانون المصري لا يغطي تصرفات خارج حدود سلطة الدولة المصرية ، لذا فعلياء عملياً لا مجال لعقابها قانوناً فعملياً هي لم تخطئ حسب مواد قانون العقوبات المصري ، كذلك السويد نفسها تقر التظاهر العاري و هذا أكرره عدة مرات بالمقال لسبب واحد محدد هو أن السويديين لا ينظرون للأمر على انه عار بل إن الأمر لديهم معتاد مألوف و لا يسبب مشكلات او حرج لحد و هذا تجنباً لكلمة الاساءة لسمعة مصر.
إن شيوخنا الذين سيحتجوا على عريها عليهم أن يتذكروا مثلاً عريهم امام نظام مبارك نفاقاً و تبريراً ثم إشادة و تكفير ل 25 يناير و حين نجحت باتوا سبابين لمبارك مشيدين بالجيش ضد شباب 25 يناير فأنتم العراة الحقيقيون و ليست تلك الفتاة الأكثر وضوحاً و شجاعة ، إن الأسوأ كان محاولة قناة العربية نسب علياء لشباب 6 إبريل حتى تستغل هوس الناس ليكرهوا الحركة في تصرف يؤكد أن الاعلام العربي أقل من أن يتساوى بغيره و محرريه و معديه ليسوا اكثر من بيادق للطغاة المتحكمين و رأس المال الناهي فالمسألة أقل من كونها خطأ إنها حقارة صريحة.
..

* يحيرني كذلك اعتراض البعض على أن هناك أنثى تعرت في الشارع علناً بينما هذا -للمفارقة- مألوف في تراث الخلافة الاسلامية الأموية و العباسية و العثمانية حيث في أسواق النخاسة -الاسلام لم يمنع النخاسة و أقر هذا الامر علماء المذاهب الاربعة و الشيعة- تتم تعرية الجارية تماماً و يتقدم المشترون لفحصها ثم يزايدون عليها ، الان ما الفارق بين تعري علياء و تعري الجواري بالشارع؟ .. الفارق ان علياء تعرت بإرادتها لغرض معين أما الجواري تتم تعريتهن بالقوة بغرض بيعهن فعملياً التعري تراثي من عهود خلافتنا السعيدة و الأهم أن تعري علياء أهون بكثير من تعري الرقيق.
إن لك عقل..إن لعلياء عقل..إن لك حرية..إن لعلياء حرية..
فلتحترم عقلها و حريتها لتجبرها على إحترام عقلك و حريتك .. العالم ليس جدول منظم بل مدارات عشوائية تدور بتناغم يصنعه تقبل كل مدار للآخر..
ملحوظة:
أدعوا لتامل هذه الصورة جيداً تحت بند تقبل الاخر من احتجاجات طلابية كندية:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق