لست خبيرا بالشأن التركي لكن انا محلل و باحث ربما أصل يوماً لرتبة خبير لكن الى الآن أظل أبحث و انقب أخطئ و أصيب و في النهاية أصدر أطروحاتي آملاً من القارئ أن يقوم ببحثه الخاص قبل التعليق إلا لو كان قد قام به سلفا بادواته العلمية المفترضة ، هنا أعلق على حدث سريع في مقال أسرع لا أميل له كثيراً لكنه مهم حتى نفهم كيف تدار لعبة الميديا و التصفيق لإردوغان ببلادنا لأسباب ليست مخفية على احد..
في كل وسائل الاعلام المصرية تداولت اخبار ان تركيا (ستقرض) البنك الدولي 5 مليارات دولار !!
سيل من الشماتة وجدته في صفحتي عبر الفيس توك شو (هكذا أسميه) و عبر الانبوكس و قليلا عبر الهاتف !!
طالعت الخبر فلم أفهم ، دققت فلم أفهم ، أعدت القراءة فلم أفهم ، ثم ألهمني الله فقلبت الجهاز رأساً على عقب و هنا فقط فهمت !!
..
قبل أن  أقص عليكم درس الاعلام العربي في تمجيد نظام مرضي عنه لا بد أن نوضح عدة أحداث صنعت موذج الخمسة مليارات..
* بالعام 1999 قررت مجموعة الثمانية الكبار (أكبر 8 مصاصين دماء فقراء في العالم) إنشاء مجموعة العشرين و هي تشمل أكبر الاقتصاديات (الرأسمالية طبعاً) نمواً و تمثل الشعوب (للمزيد من التأكيد على تطبيق اجندة البنك الدولي) و للتشكيل عدة أغراض نختصرهم في جملة : لقد انتهت الاشتراكية مؤقتا فهيا نعمم الرأسمالية قبل أن يظهر لنا شبح اشتراكي جديد ، تكونت المجموعة و ظلت قاصرة على قمم لوزراء الخارجية حتى عام 2008 (طبعاً ليست صدفة فهو عام الازمات المالية و هنا ظهرت الحاجة لمجموعة ال 20) و التقى رؤساء حكومات و دول المجموعة لإيجاد حلول للأزمة المالية العالمية التي صنعتها امريكا و صديقها (او عشيقها لا فارق) البنك الدولي.
* بالعام 2003 بدأ طيب الذكر رجب بك طيب اردوغان (السلطان طيب الاول حسب أحد كبار الكتاب الاسلاميين الوسطيين) بدأ حكمه المجيد لتركيا ملتزما تعاليم الله في نفسه و البنك الدولي في بلده و أمريكا على جيرانه ، من ضمن رؤيته الاقتصادية تحسين احوال السوق و الالتزام بقرارات مجموعة العشرين و توصيات الاخ البنك الدولي بشكل جعل معدل نمو بلده يقفز بسرعة لا توازيها الا سرعتين ، سرعة القذف و سرعة زيادة الديون من 120 مليار دولار عام 2003 الى 350 مليار دولار عام 2012 مع معدل خرافي للتمجيد الاعلامي العربي باعتباره اقتصاد (صاعد) !
* بالعام 2011 (عام الصورة المرفقة) إقترحت فرنسا إقتراح ثوري ساركوزي ، إقترحت فرنسا لحل مشكلات الافلاس العالمي التي صنعتها امريكا و البنك الدولي أن يتم تعزيز موارد صندوق النقد الدولي المخصص لدعم الدول التي تعاني ازمات (الدول التي ستفلس بسبب خطط رأسمالية امريكية صادرة من البنك الدولي) و هذا يجعل الصندوق يقرض الدول التي أفلسها سلفا ببرامجه فتعطي الدول بعد ذلك القروض للشركات التي تتداعى بعد ان صنعت الشركات بنفسها الازمة لتقف على قدميها في موقف لا مثيل له الا قانون براءة المغتصب لو تزوج مغتصبته بالاردن..و تركيا !!
* بالعام 2011 (صدفة ربما) قامت تركيا (رضي الله و اوباما عنها) بعمل فريد من نوعه لم يحدث الا مع دول قليله بنفس العام و بمجموعة ال 20 (صدفة برضه تبع ربما الاولانية) إذ قام البنك المركزي برفع معدلات الودائع الاجبارية التي تضعها البنوك التركية في البنك المركزي لمواجهة الازمات (نفس منهج البنك الدولي فالبنوك تودع ودائع اجبارية بالبنك المركزي حتى إذا ما أفلست الدولة منحوا الودائع للشركات المفلسة) و رفع البنك المركزي النسب 4 مرات في عام واحد مما حقق فائض يصل الىأكثر من  5 مليارات من رفع النسبة (او الاتاوة) !
* هنا ناتي للحدث الفريد إذ قررت دول من مجموعة ال 20 منح صندوق النقد لجزئه المخصص بدعم الازمات (سبق الاشارة للأمر) منحهه ودائع ليست قرض أو منحة بل شئ جديد هو أن تمنح هذه البلاد مليارات الدولارات للصندوق لكن من حقها في أي وقت استعادة المال فورا (من الاخر لو أفلسوا هم الاخرين) و المال التركي كان من البنك المركزي الذي حصل عليه بالجباية من البنوك التركية فمنحت البرازيل 10 مليارات و الهند 10 مليارات و تركيا 5 مليارات شريطة استعادتهم فوراً لو إحتاجوهم (أفلسوا زي ما قلنا) !
..
هل هذا اعلام أم ماخور؟؟
مال ليس من جيب الدولة بل من جيب البنوك بالقوة أصبح مال الدولة !
وديعة للبنك الدولي تحت السحب تحولت الى قرض !
دولة لا تملك 134 مليون دولار لمنحهم لللاجئين السوريين جعلناها تقرض بالمليارات !
دولة ديونها الخارجية من 1938 الى 2003= 120 مليار دولار جاءها حاكم زاد ديونها الخارجية فقط من 2005 الى  2011 مبلغ 120 مليار آخرين باتت نموذج !
..
إخوتي الاعلاميين العرب ، لم لا تبحثون عن عمل شريف؟؟!