مرحباً بك ضيفاً على مقالي عزيزي المسلح في سوريا..
أشعر بالسعادة أن أحد منكم أنت و رفاقك قد يقرأ هذه الكلمات و ربما -أقول ربما- يعيد طرحها على نفسه  و هو يطلق صاروخه التركي على دبابة الجيش العربي السوري..
*عزيزي المسلح في سوريا هل تعرف أن سلاحك الذي تقاتل به و ثمن طعامك و ثمن دعمك اللوجستي و تغطيتك الاعلامية كله من جيب قطر و السعودية و تركيا و الأردن و هم نفس الأنظمة التي كنت -و مازلت- تصفها بالكفر و العمالة للغرب و الخضوع للأمريكان؟
*عزيزي المسلح في سوريا هل تعرف انك في البلاد الداعمة لك قطر و تركيا و الاردن و السعودية و في الظروف العادية فقط سيكون مكانك القبر أو السجن و ليس معك حق و لا قانون و لا رحمة و بتشجيع غربي بإعتبارك إرهابي؟
*عزيزي المسلح في سوريا هل تذكر عامي 2006 و 2008 حين كنت ترقص طرباً لمشاهد التصدي لجيش الدفاع الاسرائيلي من حزب الله و صواريخه و حماس ثم مؤخراً مشهد مماثل لحرب تموز حين رأيت صواريخ متوسطة المدى تضرب إسرائيل و فرحت لهذا المشهد ، الجيش الذي تقاتله بسعادة و انت تسمع الاخبار من غزة هو من منح غزة و حزب الله الصواريخ.
*عزيزي المسلح في سوريا هل تعرف من يؤيدك دولياً ، الولايات المتحدة التي قصفتك بأفغانستان و سجنتك بجوانتانامو ، فرنسا التي تمول قتلك في الجزائر و تطاردك بالصحراء الكبرى ، تركيا التي تضعك في قبو بارد إن لم تجهز عليك برصاصة ، الاردن التي تقايض دول جوارها على ثمن رأسك.
*عزيزي المسلح في سوريا هل تذكر مشهد بشار الاسد و هو يرفض أن يصافح أولمرت؟ هل تذكر وساطة حليفك إردوغان لثلاث سنوات دون فائدة لعقد سلام سوري إسرائيلي بسبب بشار الاسد و شروطه ، هل تذكر بشار الاسد الذي حييتم سلاحه الممنوح للمقاومة ، هل تذكر بشار الاسد الذي عايرتم به ملك السعودية ، إنه نفسه بشار الاسد الموجود اليوم.
*عزيزي المسلح في سوريا و أنت تقتل ضابط الجيش هل تشعر أكثر بأنك تقترب من القدس ، أرجو هذا فلمعلوماتك هذا الضابط ينتمي للجيش الوحيد بالمنطقة الذي لا تسلحه أمريكا بخردة جيوشها و هو الجيش الوحيد الذي يطور برامج صواريخ تشمل كل أرض إسرائيل و هو الجيش الوحيد الذي يدعم المقاومة ضد إسرائيل.
*عزيزي المسلح في سوريا و أنت تصور قتلى مدنيين سقطوا بسلاحك و تعلن للعالم أنهم سقطوا بيد الجيش هل انت سعيد ، لا أحد سيكذبك إطمئن فالسي إن إن معك و البي بي سي معك و الفرانس معك و الجزيرة معك و العربية معك .. و ربما -لا أعرف- الله معك.
*عزيزي المسلح في سوريا هل بكيت على شيخك بن لادن جيداً ، الان إمسح دموعك فقد دفعت لك أمريكا دية قتله سلاح و مال و تبقى فقط أجرك الباقي لديها  بدفنك بجوانتانامو حين تنتهي من إستخدامك في سوريا و قد بدأتها بوصفك بالارهابي.
*عزيزي المسلح في سوريا هل أنت سعيد بإزاحة العلوي بشار ؟ أرجو هذا فسعادتك مؤقتة إذ سيقتلك الحاكم السني الذي ستنصبه الولايات المتحدة و تدعمه الدول الاربعة التي تدعمك ليقوم بتنظيف البلاد منك و من إخوانك بعد أن إنتهوا من إستخدامك.
*عزيزي المسلح في سوريا هل ترى هذه المروحية القادمة لك ؟ إنها نادرة بالمنطقة فهي روسية من بلاد الكفرة الروس هيا دمرها فهي ليست أمريكية كصاروخك و لا تركية كسلاحك و لا خردة كالتي سيأتي بها حاكمك السني من جيش امريكا لكي تصطف بلا تهديد حقيقي ضد إسرائيل صديقة حلفائك الاربعة.
*عزيزي المسلح في سوريا هل تذكر الحدود الأردنية الاسرائيلية ؟ كلا بالطبع فلم تمررك منها الاردن لإسرائيل خوفاً من أن يصدر أوباما قرار بإقالة الملك عبد الله بن الحسين من منصبه ، هل تذكر المال السعودي ؟ كلا طبعاً فلم تره إذ انه منشغل في مونت كارلو ، هل تذكر تركيا ؟ طبعاً فأنت كنت محبوس هناك ، لكن حتماً تذكر الحدود السورية العراقية حين كان الاسد يسمح لك بالمرور عبرها لتقاتل ضد الجيش الامريكي.
*عزيزي المسلح في سوريا هل يمكن أن تنظر غرباً تجاه حدود إسرائيل ؟ كلا بالطبع فلا يمكن فعيناك و سلاحك للشرق و يوم تنجح في مهمتك المقدسة إحتضن سلاحك بقوة فأنت تودعه إذ أنه لا يأمن أحدهم بقاءه معك و إلا تسرب للغرب الإسرائيلي فتكون الواقعة و ربما لا تتم إقالة الملك عبد الله وحده.
*عزيزي المسلح في سوريا بعد نصرك السني الأمريكي العظيم ما هو مستقبلك ؟ هيا لا تخجل من التفكير خصوصاً مع قلة الخيارات فإما تعود من حيث أتيت إن لم تكن سورياً لتعتقلك دولتك لأنك إرهابي أو تكون جندي بجيش سوريا الجديد أمريكي التسليح أو يتم إرسالك لسجن تركي او امريكي أو سعودي و ربما غالباً يتم نقلك (للجهاد) في مكان آخر.
..
..
ما رأيك عزيزي المسلح؟ دعك من أنني أؤيد الاسد و أؤيد سوريا بمسارها الخارجي منذ حكم البعث و دعك من الكثير و الكثير فقط أريد أن أعرف هل هناك نقطة واحدة غير حقيقية؟ هل أنت تجهل شئ من هذا ؟ هل لديك أي تحفظ على النص ؟ هل هناك شئ ما تنكره ؟
أنا فقط أريدك أن تكون سعيداً فربما يوماً ما تعيد قراءة الكلمات و أنت حزين..أو في جوانتانامو!