الجمعة، 8 مارس 2013

شركات توظيف الأموال .. القصة الكاملة: 8 – الأذى


يقول فتحي الريان:
و إن كانت معظم الاموال بالخارج فليست كلها تعمل بالمضاربات بل تعمل كذلك في مطاعم أوروبا و تعبئة اللحوم بأمريكا و مطاعم السعودية فهم لا يفرضون ضرائب أو تأمينات و يقدمون لك كل الخدمات فوراً و يدعمون الحبوب و يطلقون التسعيرة !!!!!!! هكذا و ببساطة شديدة يقرون بأنهم يجرفون المال ليلقوه بالخارج و يحرمون مصر من عوائده و استثماره فكانت تلك غحدى علامات الأذى الذي ترتب على وجود تلك الشركات و لنكن على علم و بينة بتلك الأضرار كتبت لكم هذه الحلقة.
..
تنوعت أضرار تلك الشركات بشدة فكانت بينة للكل بمن فيهم المسئولين لكن الرشوة و الفساد الذين إنهالوا عليهم بيد من يدعون انهم يعملون بالحلال أخرست كل المسئولين ، و لنكن واقعيين فتلك الاضرار لم يتحملوها فقط بل شاركهم فيها من صمت عليهم و نهج نهجهم.
..
-1- كانت اموال التوظيف يتم ادماجها بتجارة العملة الممنوعة قانوناً وقتها فساهمت مئات الملايين الدائرة يومياً في ضرب قيمة الجنية المصري بشدة و رفع الاسعار بل و ابتلاع تحويلات المصريين بالخارج فكانت الحصيلة النقدية تقل شهراً وراء شهر حتى بلغت نسبة التحويلات في فترة 8% من مصادر الدخل النقدي الاجنبي!! .. إن تجارتهم بالعملة أضرت بالبلاد و رفعت الاسعار لإنخفاض الجنية المستمر.

-2- استثمار الاموال المودعة بالخارج حيث باتت نسبة الاموال المودعة المنقولة للخارج 80% من الاموال أي ان من واقع 5 مليارات جنية كانت 4 مليارات بالثمانينيات ملقاة باوروبا و لتتعفن مصر و إستثمارات مصر ، حتى النسبة القليلة الباقية 20% كانت تستثمر في مشاريع استهلاكية و ليست صناعية او مشاريع نصف صناعية كمصانع زانوسي مثلا التي كانت شبة جاهزة وقت الشراء ثم توقفت عن الانتاج و اغلب المال موجه للسوبر ماركتس و  شرء العقارات و الاراضي حتى تضاعف سعرها بشكل غير طبيعي و افلاس المشروعات الصغيرة للمنافسة غير المشروعة  بالاضافة الى احتكارات الاعلاف و اللحوم!!

-3-  مارسوا الاحتكار في الكثير من الشئون كالبلاستيك و اللحوم و الذرة و الاعلاف و البقوليات و الذهب حتى سحبوا المنتجات و رفعوا سعرها و تحكموا بها بينما واجهتهم الدين يكون عملهم الاحتكار المرفوض دينياً و الادهى أنهم يسمون هذا اقتصاد اسلامي و هو مبني على الاستثمارات التافهة و الاحتكار و المضاربات المليونية.

-4- عبر الارباح الطائلة للمودعين (سبق و اوضحنا قصة خدعة الارباح) كانت الاموال تتدفق للسوق مما ساهم في صنع حالة مؤلمة من التضخم فالاسرة التي كانت تنفق 100 جنية باتت تنفق 500 في المتوسط ، بمعنى آخر كانت الارباح تغرق السوق بالمال فتصنع مباشرة حالة هائلة من السحب على المنتجات الاستهلاكية و ترتفع الاسعار تلقائياً فكانت خدعة الارباح سبب في ارتفاع الاسعار مع الاحتكار الذي مارسوه.

-5- دعمت شركات توظيف الاموال الاعمال الهامشية من سمسرة و وساطة و المقاولات من الباطن فكانت توظف و تعمم الفكرة حتى باتت الاعمال الانتاجة بعيدة عنهم و لضخامة المخزون المالي تحولت الشركات لقلاع ضد الانتاج حيث وظفت كل قوتها للاعمال التافهة ، كذلك صرفت المودعين عن العمل كله فالارباح تفوق اي عمل حقيقي فكان المودع يضع المال و يتلقى العائد شهريا بدون عمل مما صنع جيش من العاطلين و طبعاً توارت قيمة العمل تماماً لتتحول الى كارثة حين انهارت الشركات.

-6- كان الفساد و الافساد هما الدم لتلك الشركات فبدون فساد لا يبقون فشركاتهم تخالف القانون و أعمالهم فاسدة و الفساد وحده يبقيهم ، الافساد وسيلتهم للاستمرار فبدون تقديم الرشاوى لا مجال للبقاء ، كان الفساد و الافساد صناعة توظيف الاموال الحقيقية.
..
تعددت الاضرار و كثرت و كانت هذه فقط هي القشرة فباقي الاضرار كبير لكن نكتفي بهذا و نكرر أننا لا نملك موقف شخصي ضد أحد لكن الحقيقة تستحق البقاء دوماً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق