الجمعة، 8 مارس 2013

شركات توظيف الأموال .. القصة الكاملة: 6 – التأييد



يقول محمد كمال عبد الهادي صاحب شركة الهلال لتوظيف الاموال :
*إن نظام توظيف الاموال نظام خطر لأنه يعتمد على صاحب الشركة ، فإذا حدث له شئ فمع من يتعامل المودعون ، و من يضمن استمرار النشاط على نفس المنوال ، لكن الشركات
المساهمة مضمونة و مجالس ادارتها قوية و جمعياتها العمومية تستطيع الاستمرار
بالشركة مهما حدث* !!!!
بعد شهر من هذا القول ثبتت سلامة الجملة حين أفلس قائل الكلمات و هرب
للخارج مبددا نصف أموال المودعين الذين هرعوا للريان ووافق على شراء الشركة
المنهارة مقابل اعطاء المودعين نصف ايداعاتهم فقط و لم يحدث هذا بعد شراء الشركة
الا مع القليل من المودعين بينما حصل كبار المودعين مثل الشيخ صلاح أبو اسماعيل و
محمود الخطيب على كل أمواله !!
..
بالحلقة السابقة كشفنا شبكة المؤيدين لشركات توظيف الاموال و اليوم نتكلم
عن ناتج تلك الشبكات و هو التأييد الكامل لتوظيف الاموال من رجال الدين و
المسئولين و الحكومة و غيرهم.
..
كان التأييد من كل مصر الرسمية و غير الرسمية لشركات توظيف الاموال ، الحزب
الوطني ظل صامتاً على ممارسات شركات توظيف الأموال لدرجة قيام د. سمير طوبار رئيس
اللجنة الاقتصادية بالحزب بالثناء على أداء الشركات و قيام أعضاء الحزب الكبار
بافتتاح الشركات و مشروعاتها ثم التعامل الرسمي مع تلك الشركات بشكل علني و لعل من
نماذج هذا قيام عثمان احمد عثمان بالتصوير مع رؤساء الشركات و افتتاح مشروعاتها ثم
تأكيده على مشروعية الشركات  الكاملة و حث البنوك على التعامل مع الشركات و تمويلها و مشاركته المباشرة في مشروعات كمشروع الملابس الجاهزة بالعاشر من رمضان و ضغطه على البنوك لتمويل مشروع الميني باص ،كذلك قدم المشورة للريان بشؤاء شركة الهلال حتى لا تتداعى باقي الشركات ثم حين اوشكت شركات الريان على الافلاس اقترح عليهم الاندماج مع السعد حتى يتجنبوا
الانهيار!!
كذلك عبد الاحد جمال الدين رئيس المجلس الاعلى للشباب وقتها كان الراعي
الرسمي لشركة الهلال قبل ان تفلس و تنهار و كانت أبرز حالات التعاون الوثيقة مشروع
مدينة الامل الغامض ، كان المشروع عبارة عن اقامة معسكر صيفي لأربعة آلاف طالب على
مئات الافدنة المستصلحة قرب الاسكندرية و تم توزيع استمارات يملأها آلاف الشباب في
طول مصر و عرضها و ضمت عشرات البيانات التي شملت اسئلة عن نقاط حساسة و غير مطلوبة في اي استبيان مشابة و كانت المأساة مع جمع معلومات كبيرة عنهم لا توجد الا في
اجهزة الاحصاء الرسمية وحدها فقط ثم انهار المشروع بهروب صاحب الشركة فجأة و
اختفاء عبد الاحد جمال الدين من الواجهة و اختفاء الاستبيان المريب فكان أغرب
مشروع اقتصر على جمع بيانات شاملة فقط !!
كان التأييد من أحزاب المعارضة مع الحزب الوطني ، نجد عادل حسين رئيس تحرير
جريدة الشعب الناطقة باسم تحالف حزب العمل و الاخوان مؤيد و داعٍ لوضع كل مدخرات
المصريين بتلك الشركات و حديثه عن مؤامرات من صندوق النقد و امريكا و الاتحاد
الاوروبي و اسرائيل على الشركات !!!!! .. الاخوان المسلمين كذلك وضعوا التأييد
الكامل للشركات فنرى احمد سيف الاسلام ابن حسن البنا يؤكد على دعم الاخوان لكل
الشركات و اعرابه عن ان الاخوان يدعمون كل مشروعات و نشاطات الشركات !! .. نجد
بيعة حامد ابو النصر كمرشد للاخوان من قبل اعضاء الجماعة باوروبا تمت من خلال
تليفونات و فاكسات شركة الشريف المنتمي للجماعة !! .. نجد مأمون الهضيبي شخصياً
يدافع عن الشركات و يحرم التعامل مع البنوك و نجد نواب الاخوان مثل النائب حسن
الجمل يتهم القوانين المتتالية 1986 و 1988 بانها مؤامرة من امريكا و الشيوعية و
اسرائيل و الاتحاد الاوروبي ضد الشركات !!!!!!!
حزب الوفد الليبرالي العلماني كان مأساة!!
كانت القيادات بالحزب و الجريدة اما صامتة لا تتحدث أو متحدثة مؤيدة أو تنشر
مئات الاعلانات للشركات و قليل من الوقت نشرت اخبار افلاسهم و مضارباتهم ، في
النهاية حين باتت الشركات مع قانون 1988 على وشك الانهيار بدأ الوفد في حملة
هستيرية ضد قوانين الشركات و اتهام الدولة بالطغيان و تبني موقف شركات توظيف
الاموال و دعم الريان و السعد و اتهام الحكومة بارتكاب مجزرة ، قام مصطفى شردي
بتبني الحملة و الإستمرار في الدعم الشخصي للشركات واصفاً إياها بالصروح
الاقتصادية العملاقة ليتضح بعدها أن الامر عبارة عن صفقة مالية  بين شركتي الشريف و الريان من جانب و الوفد من
جانب آخر و كان الوسيط الشيخ عمر عبد الرحمن !!!!
كان الوفد داعماً للشركات منذ بداية عام 1988 لدرجة تحول فؤاد سراج الدين
لمستشار خاص للريان و نصحه للشركة بتسليم محمد الريان حتى لا يؤدي هروبه لانهيار
سمعة الريان ، كذلك استقالات العديد من الوفديين و على رأسهم د. فرج فودة من الحزب
احتجاجاً على هذا الموقف المخزي من عام 1984 الى عام 1988 !!
هكذا كان التأييد و هكذا كان الامر و هكذا كانت المصيبة حين يكون أطراف
الحكومة و المعارضة مؤيدين لهذا النصب العلني على المودعين ، و كان موقف الكل هو
التواطؤ.
..
الحلقة القادمة إن شاء الله نتكلم عن خدعة الارباح الكبرى التي أوهموا بها
المودعين إن شاء الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق