الجمعة، 8 مارس 2013

مجزرة كربلاء – من جرائم الموحدين (الوهابيين) في تاريخ العرب


من أبشع ما إرتكب أتباع المتطرف محمد بن عبد الوهاب بحق العرب المسلمين مجزرة تسمى مجزرة كربلاء ، تم الأمر في كربلاء الشيعية بالقرن التاسع عشر في نيسان إبريل العام 1802 و ذلك في عهد الدولة السعودية الأولى حيث سيطروا على الجزيرة العربية و منعوا غيرهم من الحج و بالذات أتباع الدولة العثمانية ثم إنتقلوا لتحطيم كل شواهد القبور بما فيها قبور الصحابة و الأولياء و كل الشواهد ، بعدها إنتقلوا لكربلاء و فعلوا فيها مجزرة..هذا التقرير من السفارة الروسية بالآستانة و رفع للقيصر الكسندر الأول عما حدث..
إليكم التقرير:

رأينا مؤخراً في المصير الرهيب الذي كان من نصيب ضريح الإمام الحسين مثالاً مرعباً على قساوة تعصب الوهابيين. فمن المعروف أن هذه المدينة قد تجمعت فيها ثروات لا تعد ولا تحصى وربما لا يوجد لها مثيل في كنوز الشاه الفارسي. لأنه كانت تتوارد على ضريح الحسين طوال عدة قرون هدايا من الفضة والذهب والأحجار الكريمة وعدد كبير من التحف النادرة… وحتى تيمور لنك صفح عن هذه الحضرة، وكان الجميع يعرفون أن نادر شاه قد نقل إلى ضريح الإمام الحسين وضريح الإمام علي قسماً كبيراً من الغنائم الوافرة التي جلبها من حملته على الهند وقدم معه ثرواته الشخصية وها هي الثروات الهائلة التي تجمعت في الضريح الأول تثير شهية الوهابيين وجشعهم منذ أمد طويل. فقد كانوا دوماً يحلمون بنهب هذه المدينة وكانوا واثقين من نجاحهم لدرجة أن دائنيهم حددوا موعد تسديد الديون في ذلك اليوم السعيد الذي تتحقق فيه أحلامهم.
وأخيراً، ها قد حل اليوم، وهو 20 نيسان (إبريل) 1802. فقد هجم 12 ألف وهابي فجأة على ضريح الإمام الحسين. وبعد أن استولوا على الغنائم الهائلة التي لم تحمل لهم مثلها أكبر الانتصارات، تركوا كل ما تبقى للنار والسيف… وهلك العجزة والأطفال والنساء جميعاً بسيوف هؤلاء البرابرة. وكانت قساوتهم لا تشبع ولا ترتوي فلم يتوقفوا عن القتل حتى سالت الدماء أنهاراً… وبنتيجة هده الكارثة الدموية هلك أكثر من أربعة آلاف شخص… ونقل الوهابيون ما نهبوه على  أكثر من أربعة آلاف جمل.
وبعد النهب والقتل دمروا ضريح الإمام وحولوه إلى كومة من الأقذار والدماء وحطموا المنائر والقباب خصوصاً لأنهم يعتقدون بأن الطابق الذي بنيت منه مصبوب من الذهب.
وبهذه الصبغة نفسها تقريباً، يصف منجين تدمير كربلاء ولكنه يقول أن الوهابيين أقدموا على مجزرة في المدينة، غير أنهم رأفوا بالنساء والأطفال والشيوخ والعجزة. ودمروا قبة ضريح الحسين. وحصل الوهابيون على أغنى الغنائم، ومنها مرصعة بالأحجار الكريمة، ولؤلؤة هائلة بحجم بيضة الحمام وقد استأثر سعود شخصياً بالسيوف واللؤلؤة. واستولوا كذلك على مزهريات وفوانيس من المعادن النفسية وحلى ذهبية ملبسة على الجدران وسجاجيد فارسية ونحاس ملبّس بالذهب من السطوح. ووقعت في أيدي الوهابيين كذلك احتياطيات فوطات كشمير والأقمشة الهندية وألفان من السيوف العادية وألفان وخمسمائة بندقية وعبيد سود ومبالغ طائلة من النقود المعدنية. واستمر النهب ثماني ساعات. وعند الظهر غادر الوهابيون كربلاء
..
وكتب المؤرخ  (الوهابي)  أبن بشر عن هذا الحادث يقول:
“سار سعود بالجيوش المنصورة والخيل العتاق المشهورة من جميع حاضر نجد وباديها والجنوب والحجاز وتهامة وغير ذلك وقصد أرض كربلاء… فحشد عليها المسلمون وتسوروا جدرانها ودخلوا عنوة وقتلوا غالب أهلها في الأسواق والبيوت. وهدموا القبة الموضوعة (بزعم من أعتقد فيها) على قبر الحسين. وأخذوا ما في القبة وما حولها كما أخذوا النصيبة التي وضعوها على القبر وكانت مرصوفة بالزمرد والياقوت والجواهر، وأخذوا أيضاً جميع ما وجدوا في البلد من أنواع الأموال والسلاح واللباس والفرش والذهب والفضة والمصاحف الثمينة وغير ذلك مما يعجز عنه الحصر ولم يلبثوا فيها إلا ضحوة وخرجوا
منها قرب الظهر بجميع تلك الأموال وقتل من أهلها قريب ألفي رجل
..
كانت تلك صفحة من وحشية الوهابيين تجاه الغير..صفحة قذرة تكررت بحق كل قبائل الجزيرة العربية التي أشبعوها تنكيلا و استباحة و قتل و نهب ، هم أنفسهم من سحقهم إبراهيم باشا بن محمد علي و دمرهم و الى اليوم كثير منهم يحملون الحقد على مصر لذلك السبب..
——————
المصادر:
-1-وثيقة السفارة الروسية: أرشيف السياسة الخارجية لروسيا ، الديوان ، 1803 ، الاضبارة 2235 ، ص 38/40
-2- وثيقة ابن بشر: عوان المجد ، ابن بشر ، ج1 ، ص 121/122

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق